التهاب الزائدة الدودية

التهاب الزائدة الدودية (Appendicitis) هو التهاب في الزّائدة الدّوديّة؛[١] وهي عبارة عن أنبوب رفيع متصل بشكل مباشر مع الأمعاء الغليظة، وتتواجد في الجزء الأسفل الأيمن من البطن.[٢] ومن الممكن أن يُصاب أي شخص بالتهاب الزائدة الدودية بغض النظر عن عمره، إلا أنه غالبًا ما يحدث في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10-30 سنة.[١]




تعمل الزائدة الدوديّة كجزء من النظام المناعي في الجسم أثناء مرحلة الطفولة، فتساعد على محاربة العدوى، ولكن مع نمو الشخص تفقد الزائدة الدودية دورها.



أعراض التهاب الزائدة الدودية

تشمل أعراض التهاب الزائدة الدّوديّة ما يلي:[٣]

  • ألم البطن الشديد: وهو الأكثر شيوعًا في التهاب الزائدة الدودية، وأول الأعراض ظهورًا.
  • فقدان الشهية.
  • التقيؤ.
  • الغثيان.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • عدم القدرة على إخراج الغازات.
  • حمّى خفيفة.
  • انتفاخ البطن وتورُّمه.
  • الشّعور بأن التبرُّز سيخفف من الألم.




ملاحظة: أعراض التهاب الزائدة الدودية قد تختلف من شخص إلى آخر، وقد تكون متشابهة مع الأعراض الناتجة عن الإصابة بأمراض أخرى مؤثرة في الجهاز الهضمي.




طبيعة ألم التهاب الزائدة الدودية

يعد ألم البطن العرض الرئيسي لالتهاب الزائدة الدوديّة، ويُوصف بالتالي:[٤][٣]

  • بدء الألم بشكل منتشر، إذ يشعر المريض بالألم في كافة أنحاء البطن، ولا يكون في مكان محدّد، وفي هذه المرحلة قد يشير معظم المرضى بحركات دائرية حول الجزء الأوسط من البطن كمحاولة لتحديد موقع الألم.
  • تمركز الألم في الجزء الأسفل من يمين البطن مع مرور الوقت، وفي هذه المرحلة يستطيع المريض تحديد مكان الألم بدقّة.
  • ازدياد الألم تدريجيًّا في غضون ساعات.
  • ازدياد الألم عند الحركة، أو أخذ نفس عميق، أو السعال، أو العطس.
  • حدوث الألم فجأة، وربما يوقظ المريض من النوم بسبب شدته.
  • وصف الألم بأنّه مختلف عن أي ألم آخر شعر به المريض سابقًا.



إنّ موقع الألم الناشئ عن الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية قد يختلف باختلاف العمر، وموقع الزائدة الدودية بالتحديد داخل البطن؛ فمثلًا قد تشعر المرأة الحامل بألم التهاب الزائدة الدودية في المنطقة العليا من البطن، وذلك لارتفاع موقع الزائدة الدودية أثناء الحمل.



أسباب التهاب الزائدة الدودية

في الحقيقة لا يُعرَف إلى الآن الأسباب المؤدية إلى التهاب الزائدة الدودية بدقة، وهي تنتج عن تهيُّج وتورم الزائدة الدوديّة، أو نتيجة إصابتها بالعدوى،[٥] ولكن من الممكن أن تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:

  • انسداد الفتحة الواقعة بين الزائدة الدودية والأمعاء الغليظة،[٥] ويعد هذا السبب الأكثر شيوعًا؛ فهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى وتكاثر البكتيريا داخل الزائدة الدودية، الأمر الذي يُسبِّب الالتهاب، والتورُّم، وامتلاءها بالقيح.
  • التعرُّض لإصابة مباشرة على منطقة البطن.[٥]
  • الإصابة بعدوى في الجهاز الهضمي.[٥]
  • نمو الكتل داخل الزائدة الدودية.[٥]
  • الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، والذي يشمل كل من التهاب القولون التقرحي، وداء كرون.[٥][٦]

كيف يتم تشخيص التهاب الزائدة الدودية؟

من الممكن أن تساعد الاختبارات التالية على تشخيص التهاب الزائدة الدودية:

  • فحص البطن السريري؛ وذلك لتحديد موقع الألم، وتقييم احتمالية التهاب الغشاء المجاور للزائدة الدودية والمبطِّن للتجويف البطني.
  • فحوصات البول، التي تساعد على استبعاد عدوى المسالك البوليّة.[٧]
  • فحص المستقيم.[٧]
  • فحص الدم، للكشف عن علامات تدل على الإصابة بالعدوى.[٧]
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).[٧]
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).[٧]



يصعُب في بعض الحالات تشخيص التهاب الزائدة الدوديّة؛ نظرًا لعدم وضوح الأعراض أحيانًا، بالإضافة إلى تشابه الأعراض مع أمراض أخرى مثل: أمراض المرارة، وحصوات الكلى، والتهاب المسالك البولية، ومشاكل المبيض.



[٨]

هل تعتبر حالة التهاب الزائدة الدودية حالة طارئة يجب علاجها على الفور؟

الجواب نعم؛ تعد حالة التهاب الزائدة الدودية حالة طارئة، ولا بد من علاجها على الفور؛ إذ إنّ إهمال العلاج أو تأخره قد يُسبِّب انفجار الزائدة الدودية الملتهبة، وبالتالي انتشار البكتيريا داخل التجويف البطني،[٥] ممّا قد يُسبِّب التهاب الصفاق (Peritonitis)،[٩] أو قد يُسبِّب دخول البكتيريا إلى مجرى الدم والإصابة بعدوى الدم، لذا لا بد من مراجعة أقرب مركز لطوارئ عند الشعور بأعراض التهاب الزائدة الدودية.[٥]



الصفاق هو الغشاء المبطِّن لتجويف البطن والمغطي معظم أعضاء البطن.




ما هو علاج التهاب الزائدة الدودية؟

تعد جراحة استئصال الزائدة الدودية العلاج الأكثر شيوعًا لالتهاب الزائدة، وذلك لتجنُّب انفجارها، وإمكانية العيش بدونها، وتقسم هذه العمليات إلى نوعين:[٢]

  • الجراحة المفتوحة أو التقليدية: ويتم هذا بإجراء شق في البطن في الجزء الأيمن السفلي منه، ثم استئصال الزائدة الدودية، وبالطبع يكون هذا تحت التخدير العام، ولكن في بعض الحالات تكون الزائدة الدوديّة قد انفجرت، وفي هذه الحالة قد يستخدم الطبيب أنبوبًا يعمل على تصريف القيح والسوائل من البطن، ويتم التخلص منه خلال عدّة أيام.
  • الجراحة بالمنظار: يتم إجراء عدّة شقوق صغيرة في البطن، وإدخال أدوات الجراحة ومنظار بكاميرا للرؤية داخل البطن، ويمكن إجراء تنظير البطن حتى لو انفجرت الزائدة الدوديّة.



في حال انفجار الزائدة الدودية فإن التعافي بعد العملية يستغرق وقتًا أطول، كما يحتاج المريض بعدها في هذه الحالة إلى أخذ المضادات الحيوية.





يشير بعض العلماء إلى أنّ المضادات الحيوية قد تكون بديلًا آمنًا وفعالًّا لجراحة الاستئصال في الحالات الحادة من التهاب الزائدة الدودية، وقبل حدوث أية مضاعفات، إلا أنّ البعض الآخر من العلماء يفضلون اللجوء إلى جراحة الاستئصال كونها أكثر فعالية، وخوفًا من حدوث المضاعفات.




نصائح مساعدة على التعافي بعد علاج التهاب الزائدة الدودية

يمكن لاتباع نمط حياة صحيّ واستخدام بعض العلاجات المنزليّة أن يساعد على تسريع الشفاء بعد الخضوع لجراحة استئصال الزائدة الدودية، ومنها ما يلي:[١٠]

  • تجنّب ممارسة الأنشطة البدنية المجهدة بعد عملية استئصال الزائدة الدوديّة، وذلك لمدّة 3-5 أيام إذا تم الاستئصال عن طريق الجراحة بالمنظار، ومن 10-14 يوم إذا كانت عن طريق الجراحة المفتوحة.
  • دعم البطن بوسادة عند الحركة، أو السعال، أو الضحك لتقليل الألم.
  • التواصل مع الطبيب في حال فشل الأدوية المسكِّنة للألم على التخفيف منه.
  • التحرك ببطء وهدوء، وزيادة النشاط البدني تدريجيًّا عند التحسن.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم.
  • استشارة الطبيب عن موعد العودة للعمل أو للمدرسة، فغالبًا ما يعود الأطفال إلى المدرسة خلال أقل من أسبوع، لكن يجدر التنويه إلى تجنُّب الأنشطة البدنية المجهدة حتى مرور 2-4 أسابيع.


الوقاية من التهاب الزائدة الدودية

على الرغم من عدم وجود أي طريقة مُؤكَدة لمنع الإصابة بالتهاب الزائدة الدّودية، إلّا أنّه يُعتقَد أنّ الإكثار من تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف كالفواكه والخضراوات الطازجة يقلِّل من احتمالية حدوث التهاب الزائدة الدودية.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب "Appendicitis"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 2/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Appendicitis", hopkinsmedicine, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Symptoms & Causes of Appendicitis", niddk, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  4. "Appendicitis Symptoms, Treatment, and Surgery", medicinenet, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Appendicitis", clevelandclinic, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  6. "Inflammatory bowel disease (IBD)", CDC, 22/3/208, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح "Appendicitis"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 2/3/2021. Edited.
  8. "Appendicitis", webmd, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  9. "Everything you need to know about appendicitis", medicalnewstoday, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  10. "Appendicitis", mayoclinic, Retrieved 2/3/2021. Edited.