عمليات علاج الناسور العصعصي

يطلق اسم الناسور العصعصي أو الشعري (Pilonidal cysts) على الكيس الذي يتكون أسفل العصعص نتيجةً لالتهاب بصيلات الشعر، والذي يكون مليئًا بالشعر وبقايا الجلد، وتعدّ المضادات الحيوية، وكمادات الماء الساخن، والمغاطس أبرز الطرق الأولية لعلاج الناسور العصعصي، وقد تتطلب بعض حالات الالتهاب الشديدة اللجوء إلى الجراحة،^[١] وفي هذا المقال سنتناول عمليات علاج الناسور العصعصي بشيءٍ من التفصيل.

عمليات علاج الناسور العصعصي

تتعدد العمليات الجراحية المستخدمة في علاج الناسور العصعصي، وهي كالتالي:

الشق والتصريف

تعد جراحة الشق والتصريف الإجراء المفضل في حالات الإصابة بالناسور العصعصي للمرة الأولى، حيث يتم شق كيس الناسور، وتصريف محتواه، وإزالة بصيلات الشعر الموجودة داخله، ويُترك الجرح مفتوحًا مع لفّه بواسطة شاش طبي، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء يعتبر سهلًا، حيث يكون التخدير موضعيًّا في المنطقة المحيطة بكيس الناسور فقط، إلا أن فترة شفاء الجرح تتطلب مدةً طويلة قد تتجاوز 3 أسابيع، حيث يجب تغيير الشاش حول الجرح بشكل دوري.^[٢]

الشق والتصريف وإغلاق الجرح

في هذا الإجراء يتم تصريف محتويات الكيس ومن ثم إغلاقه، ويتميز هذا الإجراء بأنه لا يحتاج المريض إلى وضع الشاش أو تغييره على الجرح نظرًا لإغلاقه، إلا أن المريض قد يواجه بعض المشاكل بسبب صعوبة إزالة الكيس بالكامل.^[٢]

فتح الخراج

تُجرى عملية فتح الخراج أو التخويف (Marsupialization) تحت التخدير الموضعي أو التخدير الكامل، وتستمر حوالي 15 دقيقة، حيث يشق الطبيب كيس الناسور لتصريف محتوياته، ومن ثمّ يخيط الجرح مع ترك فتحة صغيرة دائمة لتصريف السوائل والمواد الأخرى، ويستغرق التعافي من هذا الإجراء مدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين^[٣][٤]، كما قد يحتاج المريض إلى إجراء جراحي إضافي أكثر شموليّة لإزالة كيس الخراج في حال ملاحظة تندب نسيجي كبير، أو تشكّل جيب مزمن داخل حويصلة الناسور.^[٥]

استئصال الناسور العصعصي

يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء في الحالات التي فيها مشاكل متعددة مرتبطة بكيس الناسور، ويتم في هذه العملية إجراء شقّ في منطقة الناسور، وإزالة الجلد والأنسجة وبصيلات الشعر الموجودة فيه، ومن ثمّ وضع الشاش على الجرح بناءً على كمية الأنسجة التي تمّت إزالتها، كما قد يضع الطبيب بعد الجراحة أنبوبًا لتصريف السوائل، ثمّ يزيله في وقت لاحق بعد توقف تصريف السوائل بالكامل، وقد تُجرى هذه العملية تحت التخدير الكامل للجسم، أو قد يلجأ الطبيب إلى تخدير منطقة الخصر باستخدام أدوية معينة، كما يمكن أن تستخدم أدوية التخدير الموضعي في هذا الإجراء في بعض الحالات النادرة. ^[٦]

الوقت اللازم للشفاء بعد عملية الناسور العصعصي

يعتمد الوقت اللازم للشفاء بعد إجراء عمليات علاج الناسور العصعصي على طبيعة الجرح، وسنوضّح ذلك فيما يلي:^[٥]

• الجرح المفتوح: قد يحتاج الجرح المفتوح مدّة تصل إلى حوالي 8 أسابيع للشفاء، وذلك بسبب إزالة الأنسجة من التجويف الخاص بها، حيث يبدأ الشفاء من داخل الجرح إلى خارجه، ومن ثمّ يتحول الجرح إلى بقعة من النسيج الندبي.
• الجرح المغلق: تكون مدة الشفاء في هذه الحالة أقصر مقارنةً بالحالة السابقة، إلّا في حال تعرض الجرح للعدوى أو الالتهاب، حيث يستغرق الشفاء من هذه العدوى حوالي 6 أيام، بينما يحتاج نمو الأنسجة الجديدة حوالي شهرين.

ما قبل إجراء عملية الناسور العصعصي

يخضع الشخص المصاب بالناسور العصعصي للعديد من الإجراءات قبل إجراء العملية الجراحية، وفيما يأتي نذكر أبرزها:^[٧][٨]

• تقييم الأعراض التي يعاني منها المريض، وإجراء فحوصات جسدية للتأكد من ضرورة إجراء العملية الجراحية.
• إجراء فحوصات الدم المعتادة بناءً على بعض العوامل، مثل: عمر المريض ووجود أي أمراض أخرى.
• تقييم كافة الأدوية التي يستخدمها المريض، بما في ذلك الأدوية المستخدمة بوصفة طبية أو الأدوية التي يستخدمها بدون وصفة طبية، إضافةً إلى كافة المكملات الغذائية والطبيعية التي يستخدمها، إذ من الممكن أن يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول بعض الأدوية قبل الجراحة.
• تنبيه المريض بالتوقف عن تناول الطعام أو الشراب قبل حوالي 8 ساعات من بدء العملية الجراحية، خاصّةً في حالات التخدير العام.

رعاية المريض بعد جراحة الناسور العصعصي

يوصى المريض بعد إجراء العملية الجراحية بمراقبة الجرح والعناية الصحيحة به لتجنب إصابته بالعدوى أو الالتهاب، حيث يخبره الطبيب عن كيفية تنظيف المنطقة، وحلق الشعر الموجود فيها، ومدة تغطيتها، كما ينبّهه الطبيب حال ملاحظة أي علامات تدل على تعرض المنطقة للالتهاب، مثل: القيح، أو الألم، أو الاحمرار،^[٩][٢] ويُنصح المريض في حال الشعور بليونة أو طراوة في موقع الجرح، أو الإحساس بالألم بالقيام بالخطوات التالية:^[١٠]

• تجنب ممارسة الأنشطة أو التمارين الرياضية الشاقة.
• الالتزام بالأدوية المسكنة للألم الموصى بها من قبل الطبيب.
• تجنب الجلوس على الأسطح الصلبة لفترة طويلة.

^[١][١١]

المخاطر والمضاعفات

من الممكن أن تنتج عن العمليات الجراحية التي تُجرى لإزالة الناسور بعض المخاطر أو المضاعفات، نذكر أبرزها فيما يلي:^[٣]

• الألم: يكون الألم خفيفًا في العادة، ويمكن السيطرة عليه بمسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية، مثل دواء البراسيتامول المتواجد بالصيدليات باسم بنادول (Panadol).
• النزيف: قد يكون النزيف كثيفًا للغاية في بعض الأحيان، أو قد يكون على شكل تجلطات.
• تعرض الجرح للإصابة بالعدوى: ويمكن ملاحظة ذلك من ظهور أعراض متعددة، مثل: الاحمرار، وانتفاخ الجرح، ويلجأ الطبيب في هذه الحالات لاستخدام المضادات الحيوية.
• حدوث ندبة: بالرغم من إمكانية تلاشي هذه الندبة مع مرور الوقت، إلا أنه من الممكن أن تبقى آثارها على الجلد بشكلٍ دائم.
• مشاكل مرتبطة بشفاء جرح العملية: حيث يصبح الشخص معرّضًا أكثر لمشاكل شفاء الجرح في حال إصابته بأمراض أو مشكلات جلدية أخرى.

هل يعالَج الناسور العصعصي بشكلٍ نهائي؟

يتعافى بعض الأشخاص من الناسور العصعصي بشكلٍ نهائي بعد الجراحة، إلا أنه من الممكن أن يعاني البعض الآخر من مشكلة الناسور بشكلٍ مزمن ومتكرر في حال عودة الأعراض المرتبطة به بصورة أسوأ من السابق، أو في حال وجود تاريخ مرضي لإصابة أحد أفراد العائلة به.^[٩]

هل يمكن أن يختفي الناسور العصعصي من تلقاء نفسه؟

يمكن أن يختفي الناسور العصعصي من تلقاء نفسه في بعض الأحيان، حيث ينزف أو يتم تصريف السوائل منه بشكلٍ تلقائي، كما قد تزول الأعراض من تلقاء نفسها في بعض الإصابات المزمنة.^[٩]