ما هي حساسية الفول السوداني؟

تُعرَّف حساسية الفول السوداني (Peanut Allergy) على أنّها الحالة التي يستجيب فيها الجهاز المناعي للجسم بشكلٍ غير طبيعي لتناول الفول السوداني أو الطعام المحتوي على الفول السوداني؛ الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الأعراض التي تكون خفيفة عادةً، وفي بعض الحالات تكون مهددة للحياة وهو ما يسمى بالحساسية المفرطة (Anaphylaxis).[١] وبالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بحساسية الفول السوداني، فحتى تناول الكميات القليلة من الفول السوداني قد يتسبب بحدوث الحساسية.[٢][٢][٣]




تُعدّ حساسية الفول السوداني إحدى أكثر الأسباب الأكثر شيوعًا لنوبات الحساسية الحادّة، كما أنها أكثر أنواع حساسية الطعام شيوعًا عند الأطفال دون سن 18 عامًا، وثاني أكثر أنواع حساسية الطعام شيوعًا عند البالغين.




متى تظهر حساسية الفول السوداني؟

تظهر الأعراض الأولية لحساسية الفول السوداني أو منتجاته عند التعرّض له لأول مرة لدى 72% من المرضى بمتوسط عمر 24 شهرًا، وذلك بحسب دراسة نشرتها مجلة Allergy, Asthma & Clinical Immunology عام 2008 ميلادي.[٤]


هل يمكن الإصابة بحساسيّة الفول السوداني بشكلٍ مُفاجئ؟

الجواب نعم. تبدأ معظم أنواع حساسية الطعام في مرحلة الطفولة، ولكنها قد تتطور عند البالغين أيضًا، ومن غير المعروف سبب إصابة بعض البالغين بالحساسية تجاه طعام سبق لهم تناوله دون ظهور مشاكل.[٥]


أسباب حساسية الفول السوداني

تُعزَى أسباب الإصابة بحساسية الفول السوداني في العادة إلى مُحاربة الجهاز المناعي للبروتينات الموجودة في الفول السوداني،[٢] بحيثُ ترتبط هذه البروتينات بالأجسام المضادة من النوع IgE، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية.[٣] وقد يُصاب الأشخاص برد فعل تحسسّي ناجم عن الفول السوداني بعدّة طرق؛ إمّا بواسطة تناول الفول السوداني، أو عبر لمسه، أو عند استنشاق جزيئات البروتين الصّغيرة التي قد تتواجد في الهواء، فقد يستمرّ وجود بقايا الفول السوداني على الأسطح أو في الهواء لفترةٍ طويلة حتى بعد إزالته.[٦]


عوامل خطر حساسية الفول السوداني

ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بالحساسية دون غيرهم، ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يمتلكون بعض عوامل الخطر لديهم فرصة أكبر للإصابة بحساسية الفول السوداني، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٧]

  • العُمُر: تعتبر حساسية الطعام أكثر شيوعًا عند الأطفال، وخاصّة الأطفال الصغار والرضّع، ولكن مع تقدّمهم في العُمُر، تقلّ احتمالية تأثر أجسامهم بالأطعمة التي تسبب الحساسية، وذلك نتيجة نُضج الجهاز الهضمي لديهم.
  • الإصابة بحساسية الفول السوداني في السابق: يتكرر حدوث الإصابة بحساسية الفول السوداني عند بعض الأطفال، لكن في بعض الحالات قد تزول مع مرور الوقت.
  • المُعاناة من أنواع أخرى من الحساسيّة: في حال كان الشخص يُعاني من حساسية تجاه أحد الأطعمة، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بالحساسية تجاه طعامٍ آخر، وبالمثل، فإن الإصابة بنوع آخر من الحساسية، مثل حمى القش، يزيد خطر الإصابة بحساسية الطعام أيضًا.
  • تاريخ عائلي للإصابة بالحساسيّة: إذ إنّ وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحساسيّة وبالأخصّ حساسية الطعام، يزيد من يزيد من احتمالية الإصابة بحساسية الفول السوداني.
  • المُعاناة من مرض في الجلد: فقد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)، أيضًا من حساسية تجاه الطعام.


علامات وأعراض حساسية الفول السوداني

عادة ما تحدث علامات وأعراض حساسية الفول السوداني في غضون دقائق من ملامسة الفول السوداني، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا بعد ساعة واحدة، وتتفاوت شدتها من شخص لآخر،[٨] ونوضّح هذه الأعراض بالتفصيل على النحو التالي:


الأعراض البسيطة

تشمل الأعراض الخفيفة إلى المعتدلة على ما يلي:[٨]

  • حكّة في الفم، واللسان، والحلق.
  • سيلان الأنف والعطاس.
  • انتفاخ الشفتين، أو الوجه، أو حول العينين.
  • ظهور طفح جلدي أحمر مثير للحكة.
  • التقيؤ، والغثيان، وآلام البطن والإسهال.


الأعراض الشديدة

تشمل الأعراض الشديدة ما يلي:[٨]

  • تورم اللسان و / أو الحلق.
  • شحوب البشرة.
  • صعوبة في البلع أو التحدث.
  • تغير في الصوت فيُصبح الصوت أجش.
  • أزيز، أو سعال مستمر.
  • صعوبة التنفس أو التنفس المزعج.
  • الدوخة، وفقدان الوعي، وذلك بسبب انخفاض ضغط الدم.
  • نُعاس مُفاجئ لدى الأطفال.




ظهور واحد أو أكثر من أعراض التحسس الشديدة هو علامة على حدوث حالةٍ شديدة من الحساسية، والتي ينبغي التعامل معها كحالةٍ طبية طارئة.




مُضاعفات حساسية الفول السوداني

يمكن أن تتضمن مضاعفات حساسية الفول السوداني الإصابة بالحالات الشّديدة من الحساسية، التي قد تهدد الحياة في بعض الأحيان.[٢]


دواعي مراجعة الطبيب

ينبغي مُراجعة الطبيب في حال ظهور أيّ علامات أو أعراض لحساسية الفول السوداني، كما ينبغي طلب الرعاية الطبية على الفور في حال ظهور أحد الأعراض التالية:[٧]

  • دوخة شديدة.
  • صعوبة شديدة في التنفس.
  • فقدان للوعي.


الفرق بين حساسيّة الطعام وعدم التحمّل الغذائي

يحدث عدم تحمّل الطعام نتيجة ردّ فعلٍ من قِبل الجهاز الهضمي وليس الجهاز المناعي كما هو الحال في حساسيّة الطعام، وقد يكون ذلك إمّا بسبب عدم قدرة الجسم على هضم الطعام أو عدم تحطيمه بالشكل الصحيح.[٩]


تشخيص حساسية الفول السوداني

لتشخيص حساسية الفول السوداني، يقوم الطبيب بما يلي:[١٠][١]

  • الفحص الجسدي: سيبدأ الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي وإجراء فحص سريري للمريض، بهدف التحقق من وجود تاريخ عائلي للإصابة بأحد أنواع حساسية الطعام، وخاصّةً الأشقاء ممن يعانون حساسية الفول السوداني، بالإضافة لذلك يكشف الطبيب عن الأعراض التي يُعاني منها المريض بشكلٍ مُفصّل، ومتى بدأت الأعراض بعد تناول الطعام، وما إذا كان تناول أيّ من أدوية الحساسية المتاحة دون وصفة طبية مفيدة، كما سيسأل الطبيب أيضًا عمّا إذا كان الأشخاص الآخرون قد مرضوا، وكيف تم تحضير الطعام، وما الأطعمة الأخرى التي تم تناولها.
  • اختبار الجلد (Skin test): ينطوي على وخز الجلد بكميةٍ قليلة من المواد المسببة للحساسية، والانتظار فترةً وجيزة، للتحقق من ظهور علامات وأعراض الحساسية أو لا.
  • تحاليل الدم: يُجرَى للتحقق من وجود الأجسام المضادّة التي يتمّ إفرازها في الجسم عند تناول الفول السّوداني أو منتجاته.
  • فحص تحدي تناول الطعام عن طريق الفم: يتمّ إجراء هذا الفحص في عيادة أخصائي الحساسية وينطوي على إطعام المريض كمياتٍ صغيرة من منتجات الفول السوداني، مع زيادة الكميات بالتدريج وبمرور الوقت، ومراقبة ظهور أيّة أعراض حساسيّة على المريض، وستكون الأدوية في متناول اليد أثناء هذا الإجراء في حال تعرّض المريض لحالةٍ شديدة من الحساسية.


هل يُمكن أن تزول حساسية الفول السوداني من تلقاء نفسها

الجواب نعم. فحوالي 20 - 25% من الأطفال تزول لديهم حساسية الفول السوداني من تلقاء نفسها، وحوالي 80% ممّن تزول لديهم الحساسيّة تزول غالبًا عند بلوغهم 8 من العمر.[١١]


علاج حساسية الفول السوداني

تتمثّل الطريقة الأساسية لعلاج حساسية الفول السوداني بتجنّب تناول الفول السوداني ومنتجاته، إلى جانب ذلك تتوفر العديد من العلاجات التي يُمكن أن تخفّف أعراض الحساسية في حال التعرض للفول السوداني، والتي يمكن توضيحها كما يلي:[٦]

  • في الحالات الخفيفة: كظهور الطفح الجلدي، سيصف الطبيب لوشن أو كريم أو دواء مضادّ للحساسية يؤخذ عن طريق الفم لتخفيف الحكّة والطفح الجلدي.
  • في الحالات الشّديدة: يصف الطبيب حقنة من الإبينفرين (Epinephrine)، وهو العلاج الأكثر شيوعًا للحالات الشّديدة من الحساسية، كما ستستدعي بعض الحالات إلى عنايةٍ طبية طارئة حتى بعد استخدام حقنة الإبينفرين، فسيكون المريض بحاجة إلى تلقي العلاج لفتراتٍ طويلة من مشاكل الجهاز التنفسي أو القلب.

الوقاية من حساسية الفول السوداني

يوجد العديد من النصائح والإرشادات الوقائية التي يُمكن اتباعها لتجنّب الإصابة بحساسية الفول السوداني، ومنها:

  • الحرص على قراءة مُلصقات الطعام بعناية لمعرفة المكوّنات: إذا كان الملصق يشير إلى أن المنتج "يحتوي" أو "قد يحتوي" على فول سوداني، ينبغي تجتّب تناول هذا الطعام، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال عدم التعرّف على أحد المكونات، أو إذا لم تكن هناك قائمة مكونات متاحة، أو إذا كان الشخص لا يفهم اللغة المكتوبة على العبوة، فينبغي تجنّب المنتج.[١٢]
  • السؤال عن مكونات الطبق الذي يتمّ طلبه في المطاعم: والتأكد من عدم احتوائها على الفول السوداني أو أحد منتجاته.[١]
  • إعلام جميع مقدمي الرعاية بإصابة الشخص أو الطفل بحساسية الفول السوداني؛ مثل: مديري المدارس، والمعلمين، وجليسات الأطفال، والمدربين، والأصدقاء وزملاء العمل، بالإضافة إلى تعريفهم على الأعراض، ومكان الاحتفاظ بحقنة الإبينفرين وكيفية إعطائها، والحرص على نقل الشخص المُصاب إلى المستشفى عند اللزوم.[١]
  • الحرص على ارتداء سوارٍ طبيّ أو ميدالية للتعريف بالحالة الطبية.[١]
  • حمل حقنة الإبينفرين في جميع الأوقات: وتعليم الأطفال الأكبر سنًا كيفية إعطاء الحقنة للشخص المُصاب أو لأنفسهم في حالات الحساسيّة الشديدة.[١]
  • الاحتفاظ بأدوية المضادة للحساسيّة؛ لعلاج الحالات الخفيفة، ويجدر التنويه إلى أنّ أدوية الحساسية ليست بديلاً عن الإبينفرين في حالات الحساسية الشديدة.[١]
  • تجنُّب إدخال الكميات الصّغيرة من مسببات الحساسية إلى النظام الغذائي أو التلوّث بها؛ كإدخال الفول السوداني، إلى طعام آخر عن طريق الخطأ، أو عندما يكون موجودًا في اللعاب أو على السطح أو على شيء ما، فقد تتسبّب هذه الكمية الصغيرة بالحساسية.[١٢]
  • تجنب الفول السوداني وكافة المنتجات الموجود فيها على اختلاف أنواعها ومصادرها؛[١٢] ويُمكن الاستعانة ببدائله مثل:[١٣][١٤]
  • زبدة دوار الشمس، وهي بديلٌ رائع في حالات الحساسية تجاه المكسرات كافة.
  • زبدة اللوز ويجدر التنويه على إمكانيّة استخدامها فقط في حال عدم المُعاناة من حساسية من المكسرات.
  • زبدة الصويا.
  • زبدة البازلاء.
  • زبدة بذور البطيخ.
  • الفاصولياء.
  • البذور، مثل: بذور دوار الشمس وبذور اليقطين.
  • الطحينة.


هل يُمكن إعطاء اللقاحات للأشخاص المصابين بحساسية الفول السوداني؟

الجواب نعم. يُمكن إعطاء اللقاحات دون أيّ مشاكل لمُعظم الأشخاص المُصابين بحساسيّة الفول السوداني، إذ لا توجد أدلّة علمية كافية على أن مكونات اللقاحات قد تسبب الأضرار لدى المُصابين بحساسية الفول السوداني، ومع ذلك، ينبغي استشارة الطبيب قبل إعطاء أيّ لقاح، بالأخصّ للأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام.[١٥][١٦]




لا يُستخدَم زيت الفول السوداني كإحدى مكونات تصنيع اللقاحات، لذلك فإن معظم اللقاحات الموصَى بها من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها هي آمنة تمامًا على معظم الأشخاص.



[١٦][١٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Peanut Allergy", uofmhealth, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Peanut allergy", mayoclinic, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Peanut Allergy", foodallergy, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  4. "Peanut Allergy: An Overview", aacijournal, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  5. previously consumed without problems. "Can a nut allergy develop after the age of 40?", acaai, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "An Overview of Peanut Allergies", verywellhealth, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Peanut allergy", drugs, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Peanut Allergy", allergyuk, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  9. "Food Problems: Is it an Allergy or Intolerance", clevelandclinic, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  10. "Peanut Allergy", acaai, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  11. 20 to 25 percent,outgrow and are often lifelong. "How to know a food allergy has been outgrown", wexnermedical, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Peanut", foodallergycanada, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  13. "Peanut Butter Alternatives", foodallergycanada, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  14. "9 Food Substitutes for Peanut Allergy", healthgrades, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  15. "5 Myths about Peanuts", www.nationalpeanutboard.org, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  16. ^ أ ب "Vaccine Excipient Summary", www.cdc.gov, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  17. "Vaccine Ingredients", www.chop.edu, Retrieved 16/6/2021. Edited.