تعد متلازمة القولون العصبي (IBS) أحد أمراض الجهاز الهضمي الشائعة المزمنة، وتُوصف بأنّها اضطرابات الأمعاء التي يرافقها عادةَ نوبات متكررة من الإسهال أو الإمساك، بالإضافة إلى المغص، والانتفاخات. وتتشابه أعراض القولون مع العديد من أمراض الجهاز الهضمي لذا يجب أن يتم استبعاد الأمراض الأخرى قبل تشخيص متلازمة القولون العصبي. [١] فكيف يُشخَص القولون العصبي؟

كيف يشخص الطبيب مرض القولون العصبي؟

يشخَص المريض في معظم الحالات اعتمادًا على وجود أعراض القولون العصبي الرئيسية، بعد استبعاد الإصابة بالأمراض الأخرى المُسبِّبة للأعراض مشابهة؛ حيث يبدأ الطبيب بالاستعلام عن التاريخ الطبي للمريض، والأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى إجراء فحص بدني سريري ومن ثم العديد من الفحوصات لاستبعاد الحالات الأخرى.[٢]


يُشار لأعراض القولون العصبي الرئيسية باسم معايير روما (Rome criteria)؛ وهي معايير تساعد على تشخيص القولون العصبي،[٢] وقد نشأت بدايةً في المؤتمر الوطني الثالث عشر لأمراض الجهاز الهضمي في روما عام 1988 ميلادياً،[٣] وتنص على أنّ الشخص المُصاب بالقولون العصبي يعاني من ألم البطن المتكرِّر لمدة يوم واحد في الأسبوع على الأقل خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ويرتبط هذا الألم باثنين من المعايير الآتية على الأقل:[٤]

  • تغيُّر في عدد مرات الإخراج.
  • تغيُّر في شكل البراز أو قوامه.
  • ارتباط الألم بعملية التبرُّز.




لا يوجد أي اختبار واحد محدد ونهائي يمكنه تشخيص الإصابة بالقولون العصبي.






تعتبر معايير روما المعتمدة على الأعراض لتشخيص مرض القولون العصبي غير دقيقة تمامًا.




استبعاد الأمراض الأخرى المسببة لأعراض مشابهة للقولون العصبي

لا بد من إجراء العديد من الفحوصات لاستبعاد الإصابة بالأمراض الأخرى المُسبِّبة لأعراض مشابهة،[٥] ويمكن تفصيل ذلك على النحو الآتي:


الأمراض الأخرى المسببة لأعراض مشابهة للقولون العصبي

هناك العديد من الاضطرابات المعوية التي تشابه أعراضها أعراض مرض القولون العصبي، ومنها ما يلي:[٥]

  • سوء الامتصاص للعناصر الغذائية من الأمعاء بعد هضم الطعام.
  • مرض حساسية القمح (داء سيلياك): وهو عدم قدرة الجسم على هضم وتحطيم بروتين الغلوتين.
  • التهاب القولون المجهري: (Microscopic Colitis) وهو الإصابة بالتهاب القولون، الذي لا يمكن مشاهدته إلا باستخدام المجهر.[٦][٥]
  • أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD): وتتضمن النوعين؛ التهاب القولون التقرّحي ومرض كرون. [٥][٧][٨]




تعتبر متلازمة القولون العصبي من الأمراض الوظيفية (Functional Disease)؛ بمعنى أن فحوصات الجهاز الهضمي والتنظير تكون سليمة وطبيعية، بينما تتأثر وظيفة الجهاز الهضمي بنوع الأكل والحالة النفسية للشخص.




الأعراض الدالة على الإصابة بأمراض غير القولون العصبي

من علامات الإصابة بأمراض أخرى غير القولون العصبي نذكر التالي:[٩]

  • بدء ظهور العلامات والأعراض بعد سن 50 عامًا.
  • فقدان الوزن.
  • النزيف في المستقيم.
  • الحمى.
  • الغثيان أو التقيؤ المتكرر.
  • ألم في البطن، خاصةً إذا كان يحدث في الليل، أو غير مرتبط بعملية الإخراج.
  • الإسهال المستمر، أو الإسهال الذي يحدث في الليل ويوقظ المريض من النوم.
  • فقر الدم المرتبط بنقص الحديد.

الفحوصات اللازمة لاستبعاد الإصابة بالأمراض الأخرى

من الفحوصات اللازمة لاستبعاد الإصابة بالحالات الأخرى المُسبِّبة لأعراض مشابهة للقولون:[١٠][٩]

  • التنظير السيني المرن: (Flexible sigmoidoscopy) وهو إجراء ينطوي على استخدام منظار يحتوي على أنبوب مرن ورفيع مع كاميرا وإضاءة موجودة بإحدى نهايات الأنبوب، تساعد على مشاهدة داخل المستقيم، والقولون السفلي، ويكشف عن وجود أي تهيّج، أو قرحة، أو أورام في هذه المناطق.[١١][١٠]
  • التنظير السفلي: (Colonoscopy) يتم فحص القولون كاملًا للتحقق من وجود أي انسداد في الأمعاء.[١٠]
  • التنظير العلوي: (Upper endoscopy) يُجرى هذا الفحص إذا كان المريض يعاني من الحرقة أو عسر الهضم، وهو إجراء يسمح للطبيب برؤية الجهاز الهضمي العلوي؛ المريء، والمعدة، والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة الذي يُشار له باسم الاثني عشر.[١٢]
  • الأشعة السينية.[١٠]
  • اختبارات الدم: للتحقق من وجود أي علامات تشير إلى التالي:[١٠]
  • عدوى أو التهابات.
  • مشاكل الغدة الدرقية.
  • فقر الدم.
  • اختبارات الحساسية: للتأكد من عدم الإصابة بالاضطرابات الآتية:[١٠]
  • عدم تحمل اللاكتوز.
  • حساسية الغلوتين.
  • حساسية القمح.
  • اختبارات للكشف عن مشاكل في عضلات الأمعاء.[١٠]
  • اختبار التنفس الهيدروجيني: (Breath test for bacterial overgrowth) يحدد هذا الاختبار ما إذا كان هناك فرط في نموّ للبكتيريا في الأمعاء الدقيقة.[٢]
  • اختبارات البراز: للتحقق من وجود أي بكتيريا، أو طفيليات، أو وجود العصارة الصفراوية، وغيرها من المسببات التي يمكن أن تفسر الأعراض لدى المريض.[٢]




يتم إجراء فحص العصارة الصفراوية في البراز؛ في حال كان المريض يعاني من الإسهال المزمن.




تشخيص نوع القولون العصبي

يختلف نوع القولون العصبي باختلاف الأعراض السائدة لدى الشخص مما يؤثر على العلاج المستخدم،[٩] وتصنّف أنواع القولون وفق الآتي:[١٣]

  • الإمساك السائد: ويُعاني فيه المريض من التناوب بين الإمساك وعدم وجود الإمساك، وهذا ما قد يكون مصحوبًا بألم شديد، أو تشنّجات في البطن.
  • الإسهال السائد: قد يعاني الشخص من الإسهال في أي وقت، وفي بعض الحالات قد يفقد السيطرة تمامًا.
  • الإمساك والإسهال بالتناوب: يُعاني المريض في هذه الحالة من الإسهال أو الإمساك.


أين يتواجد ألم القولون العصبي؟

غالبًا ما يصف مرضى القولون العصبي الألم في منطقة أسفل البطن، ولكن من الممكن الشعور به في أي مكان من البطن، وتختلف طريقة الشعور بالألم من شخص لآخر، فالبعض يصفه بالمغص، أو الألم الشبيه بالطعن، أو الخفقان، أو الألم الحاد، وغير ذلك، وحقيقةً لا يمكن التنبؤ بوقت هذه الآلام، فهي تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتغير بمرور الوقت.[١٤]


نصائح عامة لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي

يمكن بيان بعض التدابير المساعدة على التخفيف من ألم القولون العصبي على النحو الآتي:[١٥]

  • تناول الأطعمة المطبوخة منزليًا بمكونات طازجة قدر الإمكان.
  • تابع الأطعمة التي تتناولها، ومدى وتأثيرها في أعراض المرض، وسجِّل هذا في دفتر خاص.
  • اتبع استراتيجيات مناسبة للاسترخاء.
  • مارس الرياضة بانتظام.
  • احرص على تناول الوجبات في أوقات محددة.
  • تجنَّب تناول الطعام بسرعة كبيرة.
  • تجنَّب تناوُل الأطعمة الدهنية، أو الحارّة، أو المُصنّعة.
  • تجنَّب تناول أكثر من 3 حصص من الفواكه يوميًّا، والحصة الواحدة تعادل حوالي 80 غراماً.
  • تجنَّب شرب أكثر من 3 أكواب من الشاي أو القهوة يوميًّا.
  • قلًّل من شرب المشروبات الغازية.
  • استشر طبيبك حول إمكانية تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك (Probiotics)، وتابع تأثيرها في الأعراض، والبروبيوتيك هي البكتيريا النافعة المتواجدة داخل الجسم بشكل طبيعي، ولها فوائد متعددة وصحية، ويمكن العثور عليها في اللبن والأطعمة المُخمّرة.[١٦][١٥]



يختلف نوع الطعام الذي يؤدي إلى ظهور أعراض القولون العصبي من شخص لآخر، لذا يجب على الشخص تتبع نوع الطعام الذي يسبب الأعراض ومن ثم العمل على تجنبه قدر المستطاع.




المراجع

  1. "10 signs and symptoms of irritable bowel syndrome", medicalnewstoday, Retrieved 4/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث no test to definitively,conditions, such as celiac disease. "Irritable bowel syndrome", mayoclinic, Retrieved 4/3/2021. Edited.
  3. Amber J. Tresca (27/1/2020), "The Rome Criteria for Irritable Bowel Syndrome (IBS)", verywell health, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  4. Jenifer K Lehrer (11/12/2019), Rome IV criteria for the diagnosis of irritable bowel,increased or unchanged by defecation) "What is the Rome IV criteria for diagnosis of irritable bowel syndrome (IBS)?", Medscape, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Arnold Wald (2/2021), "IRRITABLE BOWEL SYNDROME OVERVIEW", UpToDate, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  6. "Microscopic Colitis", niddk, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  7. "Ulcerative Colitis", niddk, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  8. "Definition & Facts for Crohn’s Disease", niddk, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Irritable bowel syndrome", drugs, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Irritable Bowel Syndrome (IBS)", webmd, Retrieved 4/3/2021. Edited.
  11. "Flexible Sigmoidoscopy", niddk, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  12. "Upper GI Endoscopy", niddk, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  13. "Irritable Bowel Syndrome (IBS): Types, Symptoms, and Complications", emedihealth, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  14. chronic pain in IBS,and may change over time. "Understanding and Managing Pain in Irritable Bowel Syndrome (IBS)", aboutibs, Retrieved 4/3/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "Irritable bowel syndrome (IBS)", nhs, Retrieved 4/3/2021. Edited.
  16. "Probiotics: What You Need To Know", nccih, Retrieved 4/3/2021. Edited.