يعد الهضم أحد العمليات المهمة في الجسم للحصول على العناصر الغذائية اللازمة لعمله من الأطعمة والسوائل، حيث يحوّل الجهاز الهضمي الغذاء لأجزاء صغيرة يستطيع الجسم امتصاصها واستخدامها في الحصول على الطاقة، والنمو، وغيرها، تعرّف في هذا المقال على أحد مشاكل عملية الهضم، والتي تُعرف باسم عسر الهضم المزمن، وكل ما يتعلق حولها.[١]

عسر الهضم المزمن

عسر الهضم (بالإنجليزية: Dyspepsia or Indigestion) هو مصطلح يُطلق على حالة صحية تتسبب في المعاناة من ألم في أعلى البطن بشكل متكرر أو مزمن،[٢] والذي قد يستمر لسنوات طويلة أو حتى لمدى الحياة، إلا أن طبيعة الألم دورية تظهر وتختفي، بمعنى أن الأعراض تختفي لأيام، أو أسابيع، أو أشهر، ثم تعود لتظهر لأيامٍ عديدة، أو قد تستمر لأسابيع أو أشهر.[٣]


أسباب عسر الهضم المزمن وعوامل الخطر

تلعب العديد من العوامل دوراً في الإصابة بعسر الهضم المزمن، ونذكر بعضها فيما يلي:[٤]

  • اتباع بعض عادات الطعام السيئة، مثل:
  • تناول بعض الأطعمة التي تعد صعبة الهضم، مثل تلك التي تحتوي على كمية عالية من الدهون، أو الألياف، أو البهارات، أو الأحماض. 
  • تناول الطعام في وقت متأخر من الليل.
  • تناول بعض المشروبات: مثل الشرب المفرط للكافيين، أو شرب الكحول.
  • مشاكل النوم: يعد نقص النوم أحد عوامل خطر الإصابة بعسر الهضم.
  • استخدام بعض الأدوية: مثل بعض الأدوية المسكنة للألم، كالأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو أدوية منع الحمل، أو بعض المضادات الحيوية.[٥]
  • أمراض الجهاز الهضمي: قد تسبب بعض الأمراض مشكلة عسر الهضم المزمن، ومنها:[٤]
  • الارتجاع المعدي المريئي: (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease) يظهر نتيجة لارتجاع الأطعمة والسوائل من المعدة باتجاه المريء الذي يربط بين الفم والمعدة، ويسبب حرقة المعدة نظراً لارتجاع المكونات الحمضية للمعدة.
  • متلازمة القولون العصبي: والتي تؤثر في الأمعاء، وتسبب ألم في المعدة، والانتفاخ، والإمساك أو الإسهال.
  • الإصابة بالعدوى: ومن الأمثلة عليها الإصابة بعدوى جرثومة المعدة (بالإنجليزية: Helicobacter pylori).
  • التقرحات: وهي أي تقرح في بطانة المعدة، أو الأمعاء الدقيقة، أو المريء.
  • الالتهاب المعدي: وهو التهاب يحدث في بطانة المعدة.
  • الخزل المعدي: (بالإنجليزية: Gastroparesis) يحدث نتيجة لخلل في حركة عضلات المعدة، وتظهر عند مرضى السكري غالباً.[٥]
  • سرطان المعدة: وهو حالة نادرة، إلا أنه قد يؤدي إلى عسر الهضم المزمن.[٥]
  • عوامل أخرى: مثل التدخين، أو التوتر الزائد.[٥]




أضف إلى معلوماتك:

يُطلق على عسر الهضم المزمن غير معروف السبب، والذي لا يرتبط بأي من العوامل السابقة، اسم عسر الهضم الوظيفي (Functional dyspepsia).




أعراض عسر الهضم المزمن

يعد الشعور بالألم أو عدم الارتياح في الجزء العلوي من البطن العرض الأساسي لعسر الهضم، بالإضافة لحرقة المعدة التي يعاني منها معظم الأشخاص بسبب رجوع الحمض من المعدة باتجاه المريء، بحيث يتركز الألم خلف عظمة الصدر تحديداً، وبشكلٍ عام، فإن الأعراض تظهر مباشرة بعد تناول الطعام والشراب، وقد تتأخر عند البعض الآخر، ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي:[٦] 

  • الشعور بالثقل أو امتلاء البطن.
  • التجشؤ أو الانتفاخ بسبب الغازات.
  • ارتجاع الطعام أو السوائل من المعدة.
  • انتفاخ البطن.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • الشعور بالتعب العام.


دواعي زيارة الطبيب

قد يكون عسر الهضم علامة على الإصابة ببعض الأمراض الأكثر شدة، والتي تحتاج لعناية عاجلة، ويجب إخبار الطبيب مباشرة في حال ظهور أي من الأعراض التالية:[٥] 

  • التقيؤ المصحوب بالدم.
  • فقدان الوزن.
  • فقدان الشهية.
  • ظهور البراز بلون غامق أو أن يكون مصحوباً بالدم.
  • ألم شديد في البطن.
  • الشعور بعدم الارتياح غير المرتبط بتناول الوجبات.


تشخيص عسر الهضم المزمن 

قد يقوم الطبيب بتشخيص عسر الهضم المزمن بواحدة أو أكثر من الطرق التالية:


الفحص السريري

يراجع الطبيب التاريخ المرضي أولاً، بالإضافة للسؤال عن الأعراض التي يشتكي منها المريض، والسؤال عن نمط حياته، لذا يتوجب على المريض في هذه المرحلة أن يشرح للطبيب جميع التفاصيل المتعلقة بعسر الهضم الذي يعاني منه، بالإضافة إلى ذكر متى تظهر الأعراض تحديداً، فعلى سبيل المثال، هل تظهر بعد تناول الوجبات أم بدون تناولها، أو هل تزداد سوءاً ليلاً أو نهاراً، أو هل تزداد الأعراض بعد تناول أطعمة معينة، وخلال الفحص السريري، يفحص الطبيب منطقة البطن بحثاً عن وجود انتفاخ أو ألم كذلك.[٧]


الفحوصات الطبية

يفحص الطبيب صوت البطن والمعدة باستخدام السماعة (بالإنجليزية: Stethoscope)، وبالإضافة لذلك، قد يلجأ للفحوصات التشخيصية أخرى، مثل:[٧] 

  • فحوصات الدم: للتأكد من وظائف الكبد، والكلى، والغدة الدرقية.
  • فحص النَفس: وهو فحص يُجرى لاستبعاد وجود عدوى جرثومة المعدة.
  • فحص البراز: للتأكد من وجود عدوى بكتيرية أو عدوى جرثومة المعدة.
  • الفحوصات التصويرية: للتأكد من وجود انسداد في مجرى الأمعاء أو مشاكل أخرى فيها، ومن هذه الفحوصات: 
  • التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray).
  • التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT- scan).
  • التنظير العلوي للبطن (بالإنجليزية: Upper endoscopy).


علاج عسر الهضم المزمن

يعتمد علاج عسر الهضم المزمن على المسبب وشدة الحالة، وقد يكون علاج المرض المسبب أو تغيير الأدوية التي يتناولها المريض كافياً في أغلب الحالات،[٨] كما قد يوصي الطبيب بمجموعة من العلاجات المتعلقة بطبيعة الحياة أو العلاجات الدوائية، ونذكر هذه العلاجات على النحو الآتي:


العلاج بتغيير نمط الحياة

يساعد تغيير نمط الحياة على علاج الحالات الطفيفة، وغير المتكررة فقط، إلا أنها قد تساعد على التحكّم بحالة عسر الهضم المزمن، وتتضمن تغييرات نمط الحياة ما يلي:[٨]

  • تجنب الأطعمة المحفزة لأعراض عسر الهضم: ويتضمن ذلك الأطعمة المقلية، والشوكولاتة، والبصل، والثوم، والطماطم، والبرتقال.
  • اتباع بعض التعليمات عند تناول الطعام:
  • تناول الطعام ببطء.
  • تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر.
  • الانتظار لمدة ٣ ساعات على الأقل قبل الذهاب إلى النوم بعد الأكل.
  • شرب الماء وتجنب بعض المشروبات: مثل الكحول، والمشروبات الغازية، والكافيين.
  • تجنب التدخين: واستشارة الطبيب عن الوسائل المساعدة في ذلك.
  • تعليمات أخرى:
  • الحفاظ على وزن صحي ومناسب.
  • تجنب لبس الملابس الضيقة.


العلاج الدوائي

يجب مراجعة الطبيب في الحالات الشديدة للحصول على العلاج الدوائي،[٩] وهناك خيارات علاجية عديدة تعتمد على نوع المسبب لعسر الهضم، ونذكرها فيما يلي:[١٠]

  • مضادات الحموضة: وتعد أحد أهم العلاجات لعسر الهضم، التي تفيد في معادلة حموضة المعدة، والتي لا تحتاج لوصفة طبية، ومن الأمثلة عليها هيدروكسيد المغنيسيوم مع هيدروكسيد الألمنيوم (Maalox)، والسيميثيكون (Deflat).
  • مضادات مستقبلات الهيستامين H2: وهي علاجات تقلل من مستوى الحمض في المعدة، وتعد أكثر فعالية من مضادات الحموضة، ويمكن الحصول على بعض منها بدون وصفة طبية، بينما تحتاج أنواع أخرى لوصفة طبيب، ومن الأمثلة عليها فاموتيدين (Famodar)، سيميتيدين (Tagamet).
  • مثبطات مضخة البروتون: وهي علاجات ذات فعالية أكبر من سابقاتها في تقليل مستوى الحمض في المعدة، ومن الأمثلة عليها إزموبرازول (Nexium)، أوموبرازول (Omedar)، لازوبرازول (Lanzotec).
  • الأدوية المحفزة لحركة القناة الهضمية: وهي أدوية تساعد على تحفيز حركة الطعام في المعدة، ومن أمثلتها ميتوكلوبراميد (Metoclopramide).
  • المضادات الحيوية: تعطى المضادات الحيوية في حالات العدوى البكتيرية.[٩]
  • مضادات الاكتئاب: تعطى جرعات منخفضة من مضادات الاكتئاب، حيث تساعد على تقليل الألم عبر ضبط عمل الأعصاب في الأمعاء.[٩]


الوقاية من عسر الهضم المزمن

يمكن التقليل من خطر الإصابة بعسر الهضم باتباع الخطوات التالية:[٧]

  • اتباع نظام صحي ومتوازن، واستشارة أخصائي التغذية للحصول على استشارة.
  • تجنب تناول الوجبات قبل النوم.
  • تجنب التدخين وتناول الكحول.
  • التحكم وضبط التوتر.
  • استبدال بعض الأدوية بأدوية أقل تأثيراً، مثل تناول الباراسيتامول كمسكن للألم بدلاً من الأسبرين، لكن يجب استشارة الطبيب أولاً.

المراجع

  1. "Your Digestive System & How it Works", niddk, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  2. "is-my-upper-abdominal-pain-dyspepsia", trihealth, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  3. "ndigestion (Dyspepsia, Upset Stomach Pain)", medicinenet, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "indigestion-dyspepsia", familydoctor, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "indigestion"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 3/4/2021. Edited.
  6. "indigestion", nhsinform, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Indigestion (Dyspepsia)", clevelandclinic, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "What to know about indigestion or dyspepsia", medicalnewstoday, Retrieved 27/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "functional-dyspepsia", mayoclinic. Edited.
  10. "Treatment of Indigestion", niddk, Retrieved 3/4/2021. Edited.