ما هو الشق الشرجي؟

يُعرَف الشق الشرجي (Anal Fissure) بأنّه تمزق يحدُث في بطانة الشرج أو القناة الشرجية؛ وقد تحدث في أيِّ عُمرٍ في حياة الإنسان، وغالبًا ما يُسبب الشق الشرجي الألم. معظم الشقوق الشرجية تتحسن بعد استخدام العلاجات البسيطة، ولكن في بعض الحالات قد تحتاج إلى العلاجات الدّوائيّة، أو التدخل الجراحي.[١][٢]

ما هي أعراض الشق الشرجي؟

يُذكر من علامات وأعراض الشق الشرجي ما يأتي:

  • الشّعور بالألم في مكان الشرج.[٣]
  • ألم حاد أو حارق أثناء التبرز، وقد يكون الألم الناتج عن الشق الشرجي شديد جدًا، ويُمكن أن يستمر لفترة قصيرة، أو يمتد لعدة ساعات بعد التبرز.[٤]
  • مُلاحظة خُروج دم أحمر فاتح من فتحة الشرج.[٣]
  • دم في البراز.[٣]
  • ظهور بقع دم على ورق المرحاض.[٣]
  • ظهور شق واضح في الجلد حول فتحة الشرج.[٢]
  • ظهور كُتل صغيرة أو زوائد جلدية على الجلد القريب من الشق الشرجي.[٢]


ما هي أسباب الشق الشرجي؟

يُذكر من الأسباب المسؤولة عن حدوث الشق الشرجي ما يأتي:

  • الإمساك، وهو السبب الأساسي لمعظم حالات الشق الشرجي، لأن البراز الصلب أو الكبير قد يُمزق بطانة القناة الشرجية.[٥]
  • الإسهال المستمر.[٥]
  • أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.[٥]
  • الحمل والولادة.[٥]
  • الإصابة بالعدوى التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي، كمرض الزّهري (Syphilis)، أو الهربس (Herpes)، والتي يُمكن أن تُصيب القناة الشرجية، وتُسبّب الضّرر لها.[٥]
  • وجود العضلة الشرجية العاصرة بشكل مشدود بشكلٍ غير معتاد، مما يزيد من الضغط في القناة الشرجية، ويجعلها أكثر عرضة للتمزق.[٥]
  • المسح المُفرط لمنطقة الشرج، أو استخدام ورق المرحاض الخشن بعد التبرز.[٣]
  • التهاب الشرج والمستقيم.[٣]


الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالشق الشرجي

يُمكن أن تحدث الشقوق الشرجية لأي شخص في أي عُمرٍ من حياته؛ حيث تُعد هذه المشكلة الطبية شائعة الحدوث عند الأطفال الصغار، إلّا أنه قد تقل فرصة حدوث الشّقوق الشّرجيّة مع التقدم في العمر. كما أن الأشخاص الذين أصيبوا في الماضي بشق شرجي، هم أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى في المستقبل.[١]


كيف يُمكن تشخيص الشق الشرجي؟

يُشخِّص الطّبيب حالات الشق الشرجي بناءً على الأعراض التي يُعاني منها الشخص، بالإضافة لنتيجة الفحص البدني الذي يُجريه، وهُناك بعض الفُحوصات التي يُجريها الطبيب بهدف التّشخيص، وفيما يأتي توضيح لها:[٤]

  • الفحص السريري لمنطقة الشرج: وذلك من خلال النظر إلى الشق المُتشكّل في منطقة الشّرج والنّظر للمنطقة المُحيطة بفتحة الشّرج.
  • فحص المستقيم الرقمي: (Digital Rectal Examination)، ومن خلاله يتفحّص الطّبيب القناة الشّرجيّة بواسطة إصبعه بعد ارتداء القُفّاز الطّبي.
  • تنظير الشرج: (Anoscopy)، وفيه يستخدم الطبيب منظارًا قصيرًا ومضيئًا للنظر في القناة الشرجية، للبحث عن أي حالات أخرى قد تكون مسؤولة عن حدوث الشق الشرجي.




قد ينتظِر الطبيب حتى يبدأ الشق بالتعافي قبل إجراء فحص المستقيم الرقمي أو تنظير الشرج، ولكن إذا كان إجراء الفحص ضروريًا، فيُمكن استخدام دواء لتخدير المنطقة.




ما هو علاج الشق الشرجي؟

تتضمّن الطُّرق المُتاحة لعلاج الشّق الشّرجي كُل من:


العلاج غير الجراحي

عادةً ما يتعافى الشق الشرجي الحاد في غضون 6 أسابيع بعد اللجوء للعلاجات غير الجراحية، وبعض الأشخاص قد يختفي الشق الشرجي لديهم بعد علاج الإمساك على الفور،[٦] ويشمل العلاج غير الجراحي ما يأتي:[٧]

  • الإكثار من شُرب الماء والسّوائل يوميًا، للمساعدة على منع تصلب البراز، كما أنّ هذا سيُساعد على شفاء الشق الشرجي.
  • اتّباع نظام غذائي غني بالألياف، أو تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الألياف لجعل البراز أكثر ليونة.
  • استخدام ملينات البراز (Stool Softeners) التي لا تحتاج إلى وصفة طبية؛ وذلك لتسهيل إخراج البراز.
  • إجراء مغاطس ماء دافئة لمدة 10 - 20 دقيقة عدة مرات يوميًا، وخصوصًا بعد التبرز، وذلك من أجل تهدئة المنطقة والمساعدة على استرخاء العضلة الشرجية العاصرة، كما أن هذه الطريقة تُسرع عملية التعافي.
  • تطبيق بعض الأدوية المخدرة على الجلد حول فتحة الشرج، مثل؛ الليدوكائين (Lidocaine)،‏ وذلك للتخفيف من الألم.




يُمكن لاستخدام بعض الأدوية مثل "Diltiazam or Nifedipine" أو المراهم التي تحتوي في تركيبتها على "Nitroglycerin"، أن يُساعد على ارتخاء العضلة الشرجية العاصرة، مما يُساعد على الشفاء.




العلاج الجراحي

إذا استمر الشق الشرجي لأكثر من 6 أسابيع بعد استخدام العلاجات غير الجراحية، فإنه يُطلق عليه اسم الشق الشرجي المزمن، والذي يحتاج في هذه الحالة إلى التدخل الجراحي،[٦] وقبل أن يبدأ الطبيب بإجراء أي عملية جراحية، فإنه سيقوم بإعادة فحص المصاب، وإجراء بعض الاختبارات مرة أخرى، لتحديد سبب فشل العلاجات غير الجراحية في التئام الشق الشرجي التام،[١] ومن أبرَز عمليات الشّق الشرجي:

  • بضع العضلة العاصرة الشرجية (Sphincterotomy)، ويتضمن هذا الإجراء الجراحي عمل شق صغير في العضلة العاصرة الشرجية لإرخاء العضلة، إذ إنّ إن استرخاء العضلات يسمح للشق الشرجي بالشفاء.[٨]
  • السدائل الشرجية (Advancement anal flaps)، يتضمّن هذا الإجراء أخذ أنسجة سليمة من جزء آخر من الجسم واستخدامها لإصلاح الشق وتحسين تدفق الدم إلى موقع الشق، وقد يُوصى بهذا الإجراء لعلاج الشق الشرجي طويل الأمد (المزمن) الناجم عن الحمل أو إصابة القناة الشرجية.[٩]




قد يستخدِم الطّبيب حقن البوتوكس في العضلة العاصرة الشرجية لعِلاج الشق الشرجي، إذ ستمنع هذه الحقنة التشنجات في فتحة الشرج عن طريق شل العضلات مؤقتًا، وهذا يسمح للشق الشرجي بالشفاء مع منع تكون الشقوق الجديدة.




الوقاية من الشق الشرجي

يُمكن التقليل من فرصة الإصابة بالشق الشرجي من خلال ما يأتي:[١٠]

  • شُرب كميّات وافرة من الماء: فهذا سيجعل البراز أكثر ليونة وسيُسهّل إخراجه، مع ضرورة تجنّب الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • تناول الكثير من الألياف: إذ إنّ إضافة الكثير من الألياف كالخضراوات والفواكه إلى النظام الغذائي سيمنع حدوث الإمساك الذي قد يكون سبيلًا لحُدوث الشّق الشّرجيّ.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: إنّ ممارسة التمارين لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع يُحافظ على حركة الجهاز الهضمي.
  • عدم تجاهل حاجة الجسم في الذهاب إلى الحمام.
  • ممارسة عادات التبرز الصحية: ويُذكر منها:
  • منح الشخص نفسه وقتًا كافيًا أثناء التّبرّز وعدم الاستعجال.
  • عدم الجلوس على المرحاض لفترة طويلة.
  • عدم إجهاد النّفس أثناء التبرز.
  • الحفاظ على جفاف منطقة الشّرج.
  • تنظيف منطقة الشرج بعد التبرز جيدًا.
  • استخدام ورق مرحاض خاصّ، بحيث يكون المنديل ناعمًا وخالٍ من العطور والصبغات.




نظرًا لكَونِ الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالشقوق الشرجية، فإنّ تغيير الحفاضات بشكل متكرر هو أمر مُهمّ للوقاية من حُدوث الشّقوق الشّرجيّة، مع ضرورة مراقبة الطفل إذا كان يُعاني من أي علامات تُشير لإصابته بالإمساك.




هل هُناك أيّ مضاعفات قد تنتُج عن حالات الشق الشرجي؟

بالحقيقة قد تحدث بعض المضاعفات عند الإصابة بالشق الشرجي، ويُذكر منها ما يأتي:[٦]

  • الألم المُزعج وعدم الشّعور بالراحة.
  • صعوبة في التبرز، إذ يتجنب الكثير من المصابين بالشق الشرجي الذهاب إلى الحمام بسبب الألم وعدم الراحة التي يعانون منها.
  • عدم القدرة على التحكم بإخراج الغازات أو التّبرُّز.
  • حدوث النزيف.
  • إمكانية تكرار حدوث الشق الشرجي حتى بعد إتمام العلاج.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Anal Fissures", my.clevelandclinic, 22/2/2019, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Anal fissure", mayoclinic, 17/11/2020, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Anal fissure", betterhealth.vic, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Anal Fissure", uofmhealth, 15/4/2020, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Overview -Anal fissure", nhs, 23/11/2018, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Anal Fissures"، hopkinsmedicine، اطّلع عليه بتاريخ 6/5/2021. Edited.
  7. "Anal Fissure", fascrs, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  8. "Anal Fissure", healthline, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  9. "Treatment -Anal fissure", nhs, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  10. "Tips for Preventing Anal Fissures", webmd, 19/10/2020, Retrieved 7/5/2021. Edited.