التلبك المعوي

التلبك المعوي، أو التخمة، أو عسر الهضم (بالإنجليزية: Dyspepsia) هو الشعور بالألم أو الحرقة، وعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن والصدر بعد تناول الطعام، ويرافقه غالبًا الشعور بالانتفاخ، والامتلاء، والغثيان،[١] وغالبًا ما يحدث التلبك المعوي نتيجة لاتباع بعض العادات المتعلقة بالأكل كتناول الكثير من الطعام أو تناول الطعام سريعًا،[٢][٣] أو بعد تناول أطعمة معينة كالأطعمة الدسمة، أو المقلية، أو الشوكولاتة.[١]

تجدر الإشارة إلى أنّ التلبك المعوي لا يعد مرضًا بحد ذاته، إنّما هو مجموعة من الأعراض التي تحدث بعد تناول الطعام، والتي تختلف قليلًا من شخص إلى آخر، وقد يكون التلبك المعوي أحد أعراض الإصابة بالأمراض الهضمية الأخرى.[٤]


أعراض التلبك المعوي

قد يشعر الأشخاص المصابون بالتلبك المعوي بواحد أو أكثر من الأعراض التالية:[٥]

  • الشعور بالشبع المبكِّر أثناء تناول الوجبة: إذ يكتفي الشخص بتناول القليل فقط من وجبة الطعام.
  • الشعور بالامتلاء وعدم الراحة بعد الانتهاء من تناول الطعام: كما قد يستمر هذا لفترة أطول من المعتاد.
  • الشعور بألم أو حرقة في المنطقة الواقعة بين السرة وأسفل عظام الصدر: ويتراوح الألم في شدته بين الطفيف والشديد.
  • الانتفاخ في الجزء العلوي من البطن: وينتج هذا الشعور بسبب تراكم الغازات في البطن.
  • الغثيان.
  • قرقرة المعدة: وهي صدور أصوات كالبقبقة من المعدة.[٦]
  • التقيؤ والتجشؤ: يكون هذا في حالات ناردة.[٥]

أسباب الإصابة بالتلبك المعوي

ينتج التلبك المعوي عن العديد من الأسباب، إلا أنّه غالبًا ما يكون ناتجًا عن اتباع بعض العادات الغذائية السيئة، وقد ينتج في أحيان أخرى عن تناول طعام أو شراب معين، وقد يكون سبب حدوثه هو الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، أو تناول بعض الأدوية،[٤] ويمكن تفصيل أسباب ذلك على النحو الآتي:


اتباع نمط حياة غير صحي

نذكر من ممارسات الحياة غير الصحيّة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتلبك المعوية الآتي:

  • تناول الكثير من الطعام، أو تناول الطعام بسرعة.[٣]
  • تناول الأطعمة التي يَصعُب هضمها، مثل: الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من التوابل، أوالدهون والأحماض، أو الألياف.[٦]
  • تناول الطعام في وقت متأخر من اليوم.[٦]
  • تناول المشروبات الكحولية.[٦]
  • تناول الكثير من المشروبات أو الاطعمة المحتوية على الكافيين.[٦]
  • قلة النوم.[٦]
  • التوتر.[٧]
  • التعب.[٣]
  • التدخين.[٧]
  • ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة أو المكثَّفة بعد تناول الطعام مباشرةً.[٨]


الأمراض والمشاكل الصحية

نذكر من الأمراض المُسبِّبة للإصابة بالتلبك المعوي ما يلي:[٩]

  • التهابات المعدة.
  • القرحة الهضمية.
  • حساسية القمح.
  • حصى المرارة.
  • الإمساك.
  • التهاب البنكرياس.
  • انسداد الأمعاء.
  • نقص التروية المعوية، وهي انخفاض كمية الدم الواصلة إلى الأمعاء.
  • الارتداد المعدي المريئي، وهو أحد مشاكل الجهاز الهضمي المُسبِّبة لارتجاع الطعام من المعدة إلى المريء.[١٠][٣]
  • خزل المعدة (بالإنجليزية: Gastroparesis)، وهي حالة تحدث غالبًا للأشخاص المصابين بالسكري، وفيها لا تتمكن المعدة من إفراغ محتوياتها طبيعيًا، وتفرغها ببطء.[٣]
  • القولون العصبي.[٣]
  • الإصابة بالبكتيريا الحلزونية (H. pylori) أو ما تُعرَف بجرثومة المعدة.[١]
  • التهاب المريء.[٨]
  • فتق الحجاب الحاجز، وهو بروز الجزء العلوي من المعدة نحو التجويف الصدري عبر فتحة في الحجاب الحاجز، وهي العضلة الفاصلة بين التجويف الصدري والتجويف البطني.[١١][٨]
  • حساسية الطعام، مثل عدم تحمل اللاكتوز.[٨]
  • سرطان المعدة، في حالات نادرة.[٣]
  • أمراض أخرى لا علاقة لها بالجهاز الهضمي، مثل: الذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، والاكتئاب، وأمراض الكلى الشديدة، وأمراض الغدة الدرقية، بالإضافة إلى فرط نشاط الغدد جارات الدرقية.[٨][١٢]


تناول بعض الأدوية

ومنها ما يلي:

  • حبوب الحديد.[١٣]
  • بعض مسكّنات الألم، مثل: الأسبرين، والأيبوبروفين.[١٣]
  • حبوب منع الحمل، وأي أدوية تحتوي على هرمون الإستروجين.[٣]
  • بعض المضادات الحيوية، مثل: الإريثروميسين (®Erythrodar)، والتتراسيكلين (®Tetradar).[٨]
  • أدوية علاج أمراض الغدّة الدرقية.[٨]
  • أدوية كورتيزون: مثل بريدنيزون، وميثيلبرنيزولون (®Medrol).[٨]
  • أدوية تخفيض الكوليسترول، مثل: أدوية الستاتين.[٨]
  • دواء الديجوكسين (®Lanoxin) المُستخدَم لعلاج ضعف عضلة القلب.[١٣][١٤]
  • دواء أملويديبين (® Norvasc) المُستخدَم لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو الذبحة الصدرية.[١٣]


تشخيص التلبك المعوي

عادةً يكفي الفحص السريري وسؤال المريض عن الأعراض الأمراض الأخرى التي يعاني منها لتشخيص التلبك المعوي أو التخمة، ولكن في بعض الحالات التي تكون بها الأعراض شديدة، أو بدأت بشكل مفاجئ، أو كان عمر المريض أكبر من 55 عامًا، قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات المخبرية، أو الفحوصات التصويرية، أو فحوصات البراز، أو غيرها من أنواع الفحوصات لتحديد مُسبِّب الإصابة بالتلبك المعوي.[٤]


علاج التلبك المعوي

يتضمن ذلك ما يلي:


اتباع نمط حياة صحي

من الممكن لبعض التعديلات في نمط الحياة أن تعالج أعراض التلبك المعوي، وتشمل ما يلي:

  • تناول وجبات صغيرة أكثر تكرارًا بدلًا من وجبات الطعام الكبيرة.[١]
  • تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل،[١] فاحرص على تناول العشاء قبل 3-4 ساعات من موعد النوم.[١٥]
  • تجنب الأطعمة التي تتسبب بظهور الأعراض: مثل: الأطعمة الغنية بالدهون، والأطعمة الحارة.[١٥]
  • تجنب مضغ الطعام والفم مفتوحًا.[٣]
  • تجنب الحديث أثناء تناول الطعام.[٣]
  • احرص على تناول الطعام ببطء، وتجنب تناول الطعام بسرعة كبيرة.[٣]
  • قلِّل من تناول الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية قدر الإمكان.[١٥]
  • مارس الرياضة بانتظام، ويُنصَح بممارستها بعد ساعة إلى ساعتين من تناول الطعام، وليس بعد تناوله مباشرة.[١]
  • احرص على البقاء منتصبًا بعد تناول الطعام لحوالي ساعتين تقريبًا، إذ إنّ الجاذبية تعمل على منع أحماض وعصائر المعدة من الرجوع إلى المريء.[١]
  • ارفع مستوى رأسك قليلًا أثناء النوم، وذلك بوضع وسائد تحت الرأس.[١]
  • ارتدِ الملابس الفضفاضة، حيث يجب إرخاء الحزام، أو أي ملابس حول الخصر، إذ إنّ الملابس الضيقة تضغط على المعدة وتدفع الطعام نحو المريء.[١]
  • احرص على شرب المشروبات بعد تناول الطعام بدلًا من شربها أثناء تناول الوجبة.[٣]
  • توقف عن التدخين إن كنت مدخنًا.[١٥]
  • حافظ على وزنك صحيًا، واحرص على فقدا ن وزنك الزائد.[١٥]
  • اتبع التدابير اللازمة للتخفيف من التوتر.[١]


العلاجات الدوائية

قد يصف الطبيب الأدوية أحيانًا لعلاج الحالات المتكررة والشديدة من التلبك المعوي، ويوجد العديد من أنواع الأدوية التي تساعد على التخفيف منه، وتختلف باختلاف مُسبِّب الإصابة بالتلبك المعوي عند الشخص، وتشمل الخيارت ما يلي:[١٦]

  • مضادات الحموضة: وهي عادةً من أولى العلاجات التي يصفها الطبيب لعلاج التلبك المعوي، ومن الممكن الحصول عليها دون وصفة طبية، وأمثلتها الأدوية التي تحتوي على المواد الفعالة هيدروكسيد الألومنيوم وهيدروكسيد المغنيسيوم، كدواء مالوكس (®Maalox) .
  • حاصرات مستقبل الهستامين 2: تساعد هذه على التقليل من حموضة المعدة أيضًا، ومن الأمثلة عليها دواء فاموتيدين (®Pepcid).
  • مثبطات مضخة البروتون: تعد هذه من الأدوية الأكثر فعالية للتقليل من حموضة المعدة، ومن أمثلتها: إيزوميبرازول (®Nexium).
  • الأدوية المحفزة لحركة القناة الهضمية: مثل: ميتوكلوبراميد (®Clopram)، وتُستخدَم هذه في حال كانت المعدة تفرغ محتوياتها ببطء.[١٦][٥]
  • أدوية اخرى: كالمضادات الحيوية في حال كان المُسبِّب هو الإصابة بالجرثومة الحلزونية، أو مضادات الاكتئاب في حال كان التلبك المعوي ناتجًا عن مشاكل عصبية.[١٦]

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[١٥][٨]

  • الإصابة بالتلبك المعوي المستمر.
  • الشعور بالألم شديد.
  • فقدان الكثير من الوزن دون وجود سبب واضح، أو دون محاولة ذلك.
  • وجود صعوبة في بلع الطعام.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • الشعور بوجود تصلب أو كتلة غير طبيعية في المعدة.
  • خروج دم مع القيء أو في البراز.
  • خروج براز أسود اللون.
  • عمر المريض أكثر من 55 عامًا.
  • الإصابة باليرقان، أي اصفرار لون الجلد وبياض العينين.
  • الدوار، أو الدوخة، أو الإغماء.
  • الشعور بضيق التنفس، أو ألم في الصدر يمتد إلى الرقبة، أو الفك، أو الذراعين، ويتطلب هذا مراجعة الطبيب على الفور.[٩]
  • الشعور بألم في الصدر مع ممارسة أي مجهود بدني أو عند التوتر، وهذا يتطلب أيضًا مراجعة الطبيب على الفور.[٩]


الوقاية من التلبك المعوي

من الطرق التي تساعد على الوقاية من التلبك المعوي هي اتباع نمط حياة صحي، كتناول كميات صعيرة من الطعام وببطء، وتجنُّب الأطعمة المُسبِّبة للأعراض، والإقلاع عن التدخين، وغيرها من التدابير المذكورة سابقًا في فقرة العلاجات.[١٧]





المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "What Is Indigestion?"، verywellhealth، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. Edited.
  2. "Indigestion", NHS Inform, 16/11/2020, Retrieved 1/4/2021.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Gabriela Pichardo (14/2/2021), "Indigestion", WebMD, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Indigestion", Drugs.com, 19/4/2019, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Indigestion", sparrow, Retrieved 2/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "Indigestion (Dyspepsia)"، familydoctor، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "What to know about indigestion or dyspepsia", medicalnewstoday, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر John P. Cunha (30/8/2019)، "Indigestion (Upset Stomach) Causes and Treatments"، eMedicineHealth، اطّلع عليه بتاريخ 1/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Indigestion", Mayo Clinic, 19/4/2019, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  10. "GERD", webmd, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  11. "Hiatal hernia", mayoclinic, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  12. Jay W. Marks (17/10/2019), "Indigestion (Dyspepsia, Upset Stomach Pain)", MedicineNet, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث "When to worry about indigestion", patient, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  14. John P. Cunha, "DIGOXIN", RxList, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  15. ^ أ ب ت ث ج ح "indigestion"، nhs، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت "What to know about indigestion or dyspepsia", medicalnewstoday, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  17. "Indigestion Causes & Prevention", medicoverhospitals, Retrieved 24/3/2021. Edited.