التهاب المعدة والأمعاء

يعتبر التهاب المعدة والأمعاء من المشاكل المُعدية التي تنتقل إلى الأشخاص بسهولة؛ إذ ينتشر بين الأطفال الصغار بشكلٍ شائع بسبب فيروس الروتا (Rotavirus)، إلا أنه من المُحتمَل حدوثه أيضًا عند جميع الأشخاص ومن كافّة الأعمار بسبب فيروسٍ من عائلة نوروفيروس (Norovirus)، أو بسبب التسمّم الغذائي البكتيري. وبالرغم من كون التهاب المعدة والأمعاء أمرًا مزعجًا للغاية، لكنه يشفى من تلقاء نفسه خلال أسبوع، وجلّ ما يمكن فعله هو الالتزام بتدابير الرعاية الصّحية خلال فترة التعافي.[١][٢]


أعراض التهاب المعدة والأمعاء

تختلف أعراض التهاب المعدة والأمعاء بحسب المسبّب، فقد تظهر الأعراض في غضون 1-3 أيام بعد الإصابة، والتي قد تتراوح من شديدةٍ إلى خفيفة، وعادةً ما تستمرّ الأعراض ليومٍ أو اثنين، وقد تستمرّ في بعض الأحيان لمدةٍ تصل إلى 10 أيام، ومن الأعراض والعلامات المُحتمَل أن ترافق التهاب المعدة والأمعاء، هي:[٣]

  • الإسهال، فيصبح قوام البراز مائيًا.
  • تكرار الحاجة الملحّة في الذهاب إلى الحمام.
  • الاستفراغ والغثيان.
  • آلام ومغص في البطن.
  • حمّى خفيفة، وقشعريرة.
  • فقدان الشهية.
  • صداعٌ وآلامٌ في عضلات الجسم.
  • التعب والضّعف العام في الجسم.
  • سلس البول.
  • سوء التغذية عند الرضع.


دواعي مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب في إحدى الحالات التالية:[٣]

  • استمرار الأعراض لأكثر من 5 أيام، أو ازدياد شدّتها.
  • اختفاء الأعراض ومعاودة ظهورها مرة أخرى.
  • نزول دم مع البراز.
  • مغصٌ وآلامٌ مستمرّة في البطن.
  • الإصابة بالجفاف النّاتج عن خسارة الجسم للسوائل.



تتمثّل أعراض الجفاف بما يلي:

  • الدوار، والخمول، والضّعف.
  • العطش الشديد.
  • عدم التبوّل خلال 8 ساعات الماضية، أو نزول كمياتٍ قليلة من البول.
  • لون البول الداكن، ورائحته الكريهة.
  • جفاف الشفتين، والفم وقلّة الدموع.
  • برودة اليدين والقدمين.
  • ظهور الخدود والعيون بمظهرٍ غائر.
  • جفاف الحفّاضة عند الرضع لمدةٍ تزيد عن 6-4 ساعات.



أسباب التهاب المعدة والأمعاء

تعدّ الفيروسات أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب المعدة والأمعاء، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من البكتيريا: الإشريكية القولونية (E. coli) أو العطيفة (campylobacter) أو الشيغيلا (shigella)، أو الطفيليات. وهناك عدّة طرق ينتشر من خلالها التهاب المعدة والأمعاء، وهذه الطرق هي:[٤][٥]

  • التلامس مع شخصٍ مصاب بالفيروس.
  • تناول الطعام أو الشراب الملوّث، أو غير المطبوخ جيدًا؛ مثل البيض، أو الدواجن.
  • عدم غسل الأيدي بعد تناول الطعام، أو تغيير الحفاضات.
  • حمّامات السباحة الملوّثة.
  • التسمم بالمعادن الثقيلة؛ مثل الرصاص، أو الكادميوم، أو الرصاص من مياه الشرب.
  • الإفراط في تناول الأطعمة الحمضية، مثل الحمضيات والطماطم.
  • التسمم من المأكولات البحرية.
  • التسمم بالأدوية، مثل بعض مضادات الحموضة، أو المضادات الحيوية، أو المليّنات، أو أدوية العلاج الكيمياوي.


تشخيص التهاب المعدة والأمعاء

يعتبر تشخيص التهاب المعدة والأمعاء أمرًا ضروريًا لتحديد المسبب، وبناءً عليه تكون خطّة العلاج، وتشتمل طرق تشخيص التهاب المعدة والأمعاء على ما يلي:[٦]

  • مراجعة السّيرة المرضية للشخص.
  • الفحص البدني.
  • تحاليل الدم.
  • تحاليل البراز.


علاج التهاب المعدة والأمعاء

يختفي التهاب المعدة والأمعاء عادةً من تلقاء نفسه دون تدخّل طبي في غضون أيامٍ قليلة، لكن في حال الإصابة بعدوى بكتيرية فمن المُحتمَل أن يصف الطبيب المضادات الحيوية، ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي:[٧][٨]


تعويض السوائل

  • الإكثار من شرب السوائل، وفي حال الاعتقاد بوجود الجفاف، يجب مراجعة الطبيب.
  • شرب ما يُقارِب 200 مليلتر من السوائل بعد كل مرة يحدث فيها الإسهال، مضافةً إلى الكمية الاعتيادية الموصَى بها من السوائل والمُقدّرة بلترين من الماء للبالغين.
  • الانتظار من 5-10 دقائق بعد التقيؤ، ومن ثم الشرب ببطء، على صورة رشفات كل 2-3 دقائق.
  • استخدام محاليل الجفاف (ORS) للأطفال، أو الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، أو من يعانون مشكلاتٍ صحية، والتي يمكن شراؤها من الصيدليات على صورة أكياس حلّ في الماء، أو تحضيرها في المنزل بإضافة القليل من السكر والملح إلى كوبٍ من الماء.



اعتماد الماء كمصدرٍ أساسي للسوائل، والابتعاد عن شرب المشروبات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من السكر؛ فهي تزيد من حدّة الإسهال.




تعديل النظام الغذائي

يُنصَح بتناول الطعام بشكلٍ طبيعي قدر الإمكان، لكن ضمن المعايير التالية:

  • تناول وجبات صغيرة وخفيفة من الطعام.
  • الاستغناء عن تناول الطعام في حال عدم الرّغبة بتناوله، دون التوقف عن شرب السوائل.
  • تناول بعض الأطعمة التي تساعد على تخفيف الإمساك مثل: الموز، التوست، صوص التفاح، الأرز، خبز القمح الكامل.
  • تجنّب الأطعمة الدّهنية أو الحارّة أو الدسمة.


الأدوية

  • تُصرَف الأدوية المضادة للإسهال وفق الحاجة، ومن الأمثلة عليها دواء لوبيراميد (Loperamide).



لا تُعطَى الأدوية المضادة للإسهال للحوامل، أو للأطفال دون سن 12 عامًا، أو في حال خروج دم مع البراز، أو في حال ارتفاع درجة حرارة الجسم.


  • يُعطَى دواء الباراسيتامول (Paracetamol)، أو الإيبوبروفين (Ibuprofen)، لتخفيف الحرارة المرتفعة، أو آلام الصّداع.
  • المضادات الحيوية في حال كانت العدوى بكتيرية، ولكنها لا تستخدم في حالات العدوى الفيروسية، فهي تزيد الأمور سوءًا.



لا تستخدم المضادات الحيوية في حالات العدوى الفيروسية؛ فهي قد تزيد الأمور سوءًا.





الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء

يوجد عدد من الاستراتيجيات التي تساعد على الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء، أهمّها غسل اليدين بعناية لمنع انتشار مسببات الأمراض، وعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة إلى حين اختفاء الأعراض، بالإضافة إلى العديد من الاستراتيجيات مفصّلةٌ على النحو التالي:[٥]


التعامل مع الطعام

  • غسل اليدين قبل الأكل أو تحضير الطعام، وبعد الخروج من الحمام.
  • استخدام قفازات اللاتكس عند تحضير الطعام، وتجنّب لمسه باليدين بشكلٍ مباشر قدر الإمكان.
  • غسل أغطية العلب قبل فتحها.
  • غسل جميع الأواني وألواح التقطيع، والأسطح المُستخدمة خلال تحضير الدواجن والمأكولات البحرية بالماء الساخن والصابون.
  • التخلّص من الطعام متغيّر اللون أو ذو الرائحة الكريهة.
  • شراء الطعام الطازج بحسب الحاجة فقط.
  • التحقق من تواريخ الصلاحية للطعام المُستخدَم.
  • عدم ترك الدواجن أو اللحوم في غلاف السوبرماركت لأكثر من يومين، وتغيير الغلاف إلى آخر بلاستيكي.
  • تجميد الطعام ولفّه بإحكام وتأريخه في غلاف بلاستيكي واستخدامه خلال 6 أشهر.


كيفية الطبخ

  • عدم فكّ الطعام المجمّد على المنضدة، وإذابة الثلج عنه في الثلاجة، أو الماء الدافئ، أو في الميكروويف.
  • وضع طبقٍ تحت اللحم، أو صينية عند إذابة اللحوم المجمّدة في الثلاجة، تجنّبًا لتلويث الأطعمة الأخرى بقطرات دم اللحم.
  • طهي الطعام جيدًا، وخاصّة اللحوم والدجاج والبيض، ومنتجات الألبان والأسماك والمحار.
  • تقديم الطّعام السّاخن ساخنًا والبارد باردًا، فمعظم أنواع البكتيريا يتمّ قتلها عند درجة حرارة 100 مئوية، ويتوقف نموّها عند درجة حرارة 0 مئوية.
  • حفظ بقايا الطعام في الثلاجة، وتجنّب إعادة تسخينها أكثر من مرة.
  • تجنّب تناول الأسماك النيئة أو اللحوم، دون تحضيرها بطريقةٍ جيدة.


استراتيجيات متعلّقة بالسفر

  • تفحّص الأكل المحضّر في الخارج، والتحقق من مدى نظافة مكان تحضيره.
  • تجنّب الأطعمة أو السلطة أو اللحوم الباردة التي تُوضَع في الخزانة طوال اليوم.
  • في البلدان النّامية؛ يجب الامتناع عن تناول الطعام النيء، أو من أكشاك الشوارع، أو الفواكه المقشّرة، وشرب الماء المعبأ والمغلي، وتجنّب استخدام الثلج، وضرورة استخدام أقراص تنقية المياه.

المراجع

  1. "Gastroenteritis", www.nhsinform.scot, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  2. "Gastroenteritis In Adults", www.health.harvard.edu, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Gastroenteritis - causes, symptoms, treatment", www.southerncross.co.nz, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  4. "Gastroenteritis ("Stomach Flu")", www.webmd.com, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Gastroenteritis", www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  6. "Gastroenteritis", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  7. "What Is Gastroenteritis? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", www.everydayhealth.com, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  8. "Gastroenteritis", patient.info, Retrieved 14/5/2021. Edited.