يعد الشعور بالجوع دلالة من الجسم على أنه بحاجة إلى الطاقة، بحيث يعمل الدماغ والأمعاء معاً لتحفيز هذا الشعور لدى الإنسان، ولكن قد يُعاني الكثير من الأشخاص من عدم وجود رغبة لديهم تجاه تناول الطعام؛ أيّ فقدان الشهيّة، ولكن ما هي أبرز الأسباب المؤدية إلى فقدان الشهية؟ هذا ما سيتم التطرق للحديث عنه من خلال هذا المقال.[١]



أسباب فقدان الشهية

يوجد أسباب عدة هي وراء فقدان الشهية، وتتمثل هذه الأسباب بما يأتي:[١]


أسباب حيوية

نذكر من الأسباب الحيوية التي قد تكمن وراء فقدان الشهية ما يأتي:[١]

  • العامل الوراثي: إذ تزداد احتمالية الإصابة بفقدان الشهية إذا كان أحد أفراد العائلة يُعاني أو عانى في السابق من هذه المشكلة أو أيّ من اضطرابات الأكل.[٢]
  • العمر: قد يفقد الشخص شهيته نتيجةً للتقدم في العمر وما يترتب على ذلك من الإصابة بالأمراض واستخدام أدوية من شأنها أن تتسبب بفقدان الشهية، غير ذلك فإنّ هناك تغيرات تطرأ على الجسم مع التقدم في العمر، وقد يكون لهذه التغيرات تأثيرًا في الجهاز الهضمي، والهرمونات، وحاستي الشم والذوق، مما قد يؤدي إلى فقدان الرغبة في تناول الطعام مقارنةً بما كان عليه الحال في السابق.[٣]
  • البلوغ المبكر: إذ يحدث فقدان للشهية في حالة البلوغ المُبكر السابق لأوانه لدى الإناث.[٤]
  • الحمل: تُعاني الكثير من النساء خلال فترة الحمل وبخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل من الغثيان المؤدي إلى فقدان الشهية لديهن.[١]
  • اضطرابات المعدة.[١]
  • اضطرابات الدماغ: تحديداً الاضطرابات الكميائية فيه.[٥]
  • العدوى: قد تؤدي الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية إلى حدوث فقدان الشهية، ومن الأمثلة عليها: الإصابة بالإنفلونزا أو التهاب الأمعاء والمعدة، وبشكلٍ عام فإنّه وخلال فترة مرض الشخص فإن جهاز المناعة لديه يكون في أنشط حالاته؛ مما قد يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية من الممكن أن تؤدي إلى الشعور بالتعب إلى جانب عدم الرغبة في تناول الطعام، وتجدر الإشارة إلى كون شهية الشخص تعود إليه بمجرد دخوله في مرحلة التعافي من العدوى.[٣][١]
  • الصداع النصفي: إذ يكون الصداع النصفي مصحوباً بخفقان الرأس الذي من شأنه التسبب بفقدان الشهية.[١]
  • فقر الدم: يتمثل فقر الدم بعدم إنتاج الجسم ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة والتي تقوم بحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وبالتالي فإنّ عدم وجود هذه الخلايا بكمياتٍ كافيةٍ قد يؤدي إلى الشعور بالتعب، والإرهاق، إضافةً إلى فقدان الرغبة بتناول الطعام.[١]
  • قصور الغدة الدرقية: تُعد هرمونات الغدة الدرقية أحد الهرمونات المسؤولة عن التحكم بكيفية تحويل الطعام في الجسم إلى طاقة، وفي حال عدم إفراز هرمونات الدرقية بكمياتٍ كافيةٍ فإن ذلك قد يؤدي إلى تباطؤ في وظائف الجسم، مما يؤدي إلى استخدام أقل للطاقة، وبالتالي الشعور بالجوع بصورةٍ أقل.[١]
  • مرض السكري غير المُسيطر عليه: فقد يُعاني مريض السكري من ارتفاع مستوى سكر الدم في حال لم تتم السيطرة على الحالة بنحوٍ مناسب، وقد يترتب على ذلك حدوث تلف في الأعصاب لدى الشخص، وقد يكون العصب المسؤول عن التحكم في عضلات المعدة هو أحد هذه الأعصاب المُتضررة، مما قد يُفقد الشخص الإحساس بالجوع.[١]
  • ممارسة بعض الأنشطة: قد تشجع ممارسة بعض الأنشطة على النحافة؛ مثل الرقص، والجمباز، والمصارعة، والجري.[٦]


أسباب نفسية

نذكر من الأسباب النفسية التي قد تكمن وراء فقدان الشهية ما يأتي:

  • التوتر والضغوط النفسية: فعند تعرض الشخص للتوتر فإنّ الدماغ يقوم بإفراز مواد كيميائية ومنها الأدرينالين بما قد يُساهم في تحفيز نبض القلب بشكلٍ أسرع، بالإضافة إلى إبطاء عملية الهضم في الجسم، مما قد يؤدي إلى فقدان الشهية وانعدام الرغبة تجاه تناول الطعام.[١]
  • الوسواس القهري، إذ قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بحالة فقدان الشهية من مشكلة الوساوس القهرية مُرتبطة بالقلق الشديد تجاه الزيادة في الوزن والتي قد يترتب عليها التزام الشخص بنظام غذائي صارم، فقد يكون هذا الشخص مندفعًا نحو الكمال، مما يجعله يعتقد أنه ليس نحيفًا كما يجب، مما يدفعه إلى التخلي عن الطعام حتى وإن شعر بالجوع.[٧]
  • التجارب الحياتية المؤلمة والتي قد إلى انعدام الرغبة في تناول الطعام، على سبيل المثال: انفصال الوالدين أو صعوبة الاستقرار في المدرسة.[٢]
  • الاكتئاب.[١]
  • الشعور باليأس، أو عدم الاكتفاء.[٦]
  • صعوبة التأقلم مع العواطف، أو صعوبة التعبير عنها.[٦]
  • تدني احترام الذات.[٦]
  • الاندفاع.[٦]


أسباب بيئية

وفقًا للثقافة الغربية الحديثة فإنه غالبًا ما يتم ربط النجاح وقيمة الشخص بالنحافة، لذا فقد يؤثر ضغط البيئة المحيطة في تغذية الشخص وميله نحو النحافة، وتنتشر هذه الثقافة بشكلٍ خاص بين الفتيات الصغيرات.[٧]


الأدوية

قد تتسبب العديد من أنواع الأدوية بفقدان الشهية كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها، ومن الأمثلة عليها:[١]

  • المضادات الحيوية.
  • مرخيات العضلات.
  • مضادات الفطريات.
  • بعض أدوية معالجة الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، والصداع النصفي، ومرض باركنسون، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).


دواعي مراجعة الطبيب

تجدر مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي من الأعراض التالية إلى جانب فقدان الشهية:[٣]

  • فقدان الشهية الذي أدى إلى سوء التغذية.
  • خفقان القلب بشكلٍ سريع وغير منتظم.
  • صعوبة وضيق في التنفس.
  • آلام في المعدة.
  • ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى.
  • السعال.


نصائح للتعامل مع فقدان الشهية

هناك مجموعة من النصائح والإرشادات التي يُمكن للشخص المُصاب بفقدان الشهية اتباعها في سبيل استعادة شهيته، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٨]

  • اتباع السبل التي تجعل وجبات الطعام جذابة؛ كتناول الطعام في جو هادئ، أو الاستماع للموسيقى، أو تنويع العناصر الغذائية في الوجبة الواحدة.
  • التقليل من شرب السوائل أثناء تناول الطعام، إذ إنّ شرب كميات كبيرة من السوائل خلال الوجبة الواحد قد يسبب شعوراً بالشبع، وبشكلٍ عام يُنصح بشرب السوائل قبل الوجبة أو بعدها بحوالي 30 إلى 60 دقيقة.
  • تناول وجبات صغيرة ومتكررة خلال اليوم بدلاً من تناول وجبات رئيسية كبيرة، إذ قد يكون من السهل تناول كميات أقل من الطعام دون الشعور بالشبع.
  • مضغ الطعام ببطء مع أخذ فترات راحة أثناء تناول الطعام.
  • تناول الأطعمة الطرية، أو المجمدة، أو الباردة، مثل اللبن المخفوق أو الزبادي.
  • إبقاء وجبات خفيفة في متناول اليدين.
  • تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية والبروتينات.
  • تجنب الأطعمة الدسمة التي تسبب الشعور بالامتلاء، كالأطعمة الدهنية والمشروبات الغازية.
  • تناول الطعام في الأوقات التي يشعر بها الشخص أنه بصحة جيدة مع الحرص على تناول وجبة أكبر في تلك الأوقات، إذ يتمتع الكثير من الأشخاص بشهية أفضل في الصباح.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "Reasons You’re Not Hungry", WebMD, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What are the causes of Anorexia?", SHOCEN CLINIC Newbridge, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What causes a loss of appetite?", medical news today, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  4. "Why People Get Eating Disorders", Eating disorders, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  5. "Anorexia Nervosa in Children", Stanford children's, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Eating Disorders: Why Do They Happen?", ulifeline, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Anorexia nervosa", mayo clinic, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  8. "Loss of Appetite", Harnett health, Retrieved 4/4/2021. Edited.